اسم الکتاب : تفسير السمرقندي = بحر العلوم المؤلف : السمرقندي، أبو الليث الجزء : 1 صفحة : 471
قوله تعالى:
[سورة الأنعام (6) : آية 99]
وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاء فَأَخْرَجْنا بِهِ نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها قِنْوانٌ دانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)
وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ مَاء يعني: ماء المطر فَأَخْرَجْنا بِهِ يعني: بالمطر نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ يعني: معاشاً للخلق من الثمار والحبوب وغير ذلك. فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً خَضِرَ واخْضَرّ بمعنى واحد، الأخضر يعني: النبات الأخضر، وهو أول ما يخرج.
ثم قال: نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراكِباً يعني: السنبلة قد ركب بعضها بعضاً. وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها يعني: أخرجنا بالماء من النخل من طلعها يعني: من عذوقها وثمرها. قِنْوانٌ دانِيَةٌ يعني: عُذوقاً متدانية قريبة ينالها القائم والقاعد. وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنابٍ يعني: يخرج بالماء. قرأ الأعمش وَجَنَّاتٍ بالضم عطفها على قوله: قِنْوانٌ دانِيَةٌ، وقرأ العامة بالكسر ومعناه وأخرجنا من أعناب. وَالزَّيْتُونَ يعني: أخرجنا منه شجر الزيتون. وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً في المنظر، وَغَيْرَ مُتَشابِهٍ في الطعم يعني: بعضها حلو وبعضها حامض. انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ قرأ حمزة والكسائي انْظُرُوا إِلى ثَمَرِهِ، بضم الثاء والميم، وقرأ الباقون بالنصب، وكذلك ما بعده. فمن قرأ بالنصب فهو اسم الثمرة، وإنما أراد به الجنس ومن قرأ بالضم فهو جمع الثمار. إِذا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ يعني: ونضجه يعني: انظروا إلى نضجه واعتبروا به، واعلموا أن له خالقاً فهو قادر على أن يحييكم بعد الموت، كما أخرج من الأرض اليابسة النبات الأخضر ومن الشجرة الثمار. إِنَّ فِي ذلِكُمْ لَآياتٍ يعني: في اختلاف ألوانه لعلامات لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ يعني: يصدقون ويرغبون في الحق.
قوله تعالى: